18 - 07 - 2024

وجهة نظري| بوابة الشرقية وديزنى لاند

وجهة نظري| بوابة الشرقية وديزنى لاند

فجأة إنتفض نواب البرلمان.. دب الحماس فيهم فصالوا وجالوا وقدموا طلب إحاطة وامتطوا جواد الفرسان وامتشقوا الأسلحة كأنهم تذكروا فجأة دورهم المنوط بهم القيام به. أما سبب تلك الهمة وذلك الحماس الذى دب فى أوصال السادة المغيبين فهو "بوابة أبو كبير" نعم بوابة لمدخل المدينة التى تقع بمحافظة الشرقية والتى تكلفت 700 ألف جنيه!! فى وقت تعانى منه المدينة بل المحافظة كلها من سوء حالة المستشفيات ونقص المدارس وتدهور المرافق والخدمات!! ولأنه اللى يعوزه المواطن يحرم على البوابة، أسرعت النائبة زينب سالم بتقديم طلب إحاطة اتهمت فيه المحافظة بسوء التصرف فى إنفاق أموالها. وعلى الفور تضامن معها أعضاء لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان وشنوا هجوما حادا على محافظ الشرقية.. حدة وشراسة الهجوم دفعت اللواء حسين كامل سكرتير عام محافظة الشرقية للدفاع عن نفسه مؤكدا أنه تولى منصبه منذ ثلاثة شهور، بينما تمت مناقصة بناء البوابة منذ أكثر من سنة ونصف بناء على اعتمادإضافى آ بطلب مقدم من الدكتور على المصيلحى نائب الشرقية وقتها والذى قدم كل الدعم لبناء البوابة! تبرير اللواء كامل بالطبع لم يكن مقنعا بالقدر الكافي وهو مادفع النائب يسرى الأسيوطى لطلب الإطلاع على كراسة الشروط التى تمت على اساسها أعمال البناء!

ثورة السادة النواب على غير العادة وإنتفاضتهم المفاجئة خلقت نوعا من القلق وصل لحد توقع القصاص من هؤلاء النواب، عقابا لهم على تهورهم وممارسة دورهم وهو ماعكسته كلمات النائبة زينب سالم "سأدفع ثمن هذا الطلب فى الفترة المقبلة"!! بينما حاول زميلها النائب أحمد السجينى طمأنتها وفقا لما نشرته المصرى اليوم "الدكتور مصيلحى كان زميلا لهم وسيتفهم هذه الطلبات! وبالغ فى طمأنته حد التنصل عندما اضاف:"الحكومة وممثلى المحافظة هم من كشفوا عن طلب الوزير بشأن البوابة وليس طلب الإحاطة"!

بوابة أبو كبير والتى كشفت كيف يتعامل نواب البرلمان مع أبسط القضايا وتلك الحالة من الخوف والفزع التى تتلبسهم خشية القصاص منهم على أداء دورهم المفترض بهم القيام به! ولنا بالطبع أن نتخيل حال أى منهم لو فكر مجرد تفكير فى تقديم طلب إحاطة عن إنشاء مدينة ملاهى على غرار ديزنى لاند أو بناء ناطحات سحاب وبناء أكبر واضخم وأعظم كنيسة ومسجد بالعاصمة الإدارية الجديدة!!آ 

بالطبع لن يجرؤ أحد أو بالأدق لن يفكر أحد فى تقديم تلك الطلبات، فالبرلمان المنزوع الرقابة والمساءلة والمناقشة والإحاطة، من الصعب عليه التصدى لتلك القضايا الخطيرة والشائكة، وآخره طلب إحاطة لبوابة مدينة يقدم رجلا ويؤخر رجلا لتقديمه! كان الله فى عونهم، وفى عوننا على تحمل ضعفهم وتخاذلهم.
--------------
بقلم: هالة فؤاد

مقالات اخرى للكاتب

وجهة نظري | بائعة الخبز وتجار الأوهام